تتمثل أحد أهم مزايا استخدام الحاسوب في مجال التربية الخاصة في الطبيعة الفردية للتعليم عبر الحاسوب , و كما هو معروف , فالتعليم الفردي يُشكِّل أهم أساس تقوم عليه التربية الخاصة , و لأن معلم التربية الخاصة يتوقع منه أن يلعب أدوار مهنية متعددة , فهو كثيراً ما .. لا يجد الوقت الكافي لتغريد التعليم , و لذلك فإن الأدوات التي توفر له إمكانية الدعم لتنفيذ التدريس الفردي تُشكِّل مصدر دعم كبير , و الحاسوب هو أحد تلك الأدوات فاعلية في تحقيق ذلك .
و من الفوائد الأخرى المحتملة لاستخدام الحاسوب في التربية الخاصة أن لديه القابلية للتفاعل مع الطالب , فالحاسوب يقدم مثيراً (سؤالاً أو فقرة , أو معلومة) , و يقبل الاستجابة (الرد أو الإجابة) , و يُقَيِّم تلك الاستجابة , و يُقيِّد التعزيز المناسب , و من ثمَّ ينتقل إلى المهارة التالية المناسبة بشكل منظم و متسلسل , هذا التفاعل لا ينطوي على تهديد للطالب (لايعاقبه أو يتبنًّى اتجاهات سلبية نحوه) , و لذلك فهو يُشكِّل وسيلة مفيدة و مشجعة للطلبة المعاقين اللذين يصعب عليهم التواصل مع الغير أو الذين يثقل كاهلهم تاريخ طويل من الفشل و الإخفاثق .
كذلك فإن البرمجيات المصممة جيداً تُقدم تعليماُ يراعي مبادئ التعليم الفعَّال , فالحاسوب يستثير الدافعية , و يستخدم وسائل سمعية و بصرية متعددة , و يُقيِّم استجابات الطالب بدقة نسبياً , و ذلك يسمح بتقديم التغذية الراجعة الملائمة , و يُشَجِّع على الانتباه , و التذكر , و نقل أثر التعلم , و إتاحة فرص الممارسة الكافية و اللازمة لإتقان المهارات , و يرى كيرك , و جلاجر ,و أناستازيو ( Kirk , Gallagher , and Anastsiow) إنّ استخدام الحاسوب في التربية الخاصة حظي باهتمام متزايد لأنه يُقدم فوائد للأطفال المعاقين .
فوائده للأطفال المعاقين :
1- يتوفر عدد كافي من برامج الحاسوب لتعليم المهارات الأساسية في القراءة و الحساب , و هذه مهارات تفتقر إليها نسبة كبيرة من الأطفال المعاقين .
2- إنَّ كثيراً من برامج و أنشطة الحاسوب تنفذ على شكل ألعاب , و ذلك نموذج فعَّال لتعليم المهارات الحركية البصرية و مهارات أكاديمية .
3- إنَّ الحاسوب يجعل حفظ السجلات أكثر سهولة , فهو يسمح للمدارس بجمع المعلومات و تنظيمها و تحديثها.
4- إنَّ تعليم الحاسوب يُطور لدى الأطفال المعاقين الذين يغلب عليهم الشعور بالعجز .
5- إن الحاسوب يُوفّر فرصاً كافية للتشعب في تقديم المعلومات , فهو يقدم للطفل الذي يتعلم ببطء مزيداً من الفقرات و الممارسات الإضافية إلى أن يُتقن المهارات المطلوبة .
و يرى جولد نبرغ (Goldenberg) إنّ الكمبيوتر يستطيع إغناء خبرات الأطفال المعاقين , فقد كتب يقول : ( يستطيع الأطفال استخدام الكمبيوتر لرسم الصور , و حل الألغاز , و كتابة القصص , و لعب الأدوار , و يُلاحظ دائماً أنًّ هؤلاء الأطفال يتعاملون مع الكمبيوتر بحماسة شديدة , و معظم الأطفال العاديين يُتقنون استخدام الكمبيوتر و بسرعة , و يُظهرون قدرة تفوق تلك التي يُظهرونها أو حتى المتوقعة منهم في عملهم المدرسي النظامي .
و بالنسبة للطفل ذي الاحتياجات الخاصة , فإن تفاعله مع العالم اكثر محدودية من تفاعل الطفل الطبيعي , فهو محدوداً (بشكل طبيعي) بسبب اساءة فهمنا للإعاقة , و لذلك يصبح اتقان هذا الطفل لتكنولوجيا فعّالة حدثاً مثيراً جداً في حياته .